شهد الريف الجنوبي لمحافظة تعز، لا سيما مديريات (الحجرية، الشمايتين، ومدينة التربة) توتراً عسكرياً، واحداث متلاحقة خلال العام الماضي كان ابرزها محاولة التمرد التي قادها مدير شرطة الشمايتين المقال" عبدالكريم السامعي" في اغسطس من العام 2019م
وخلال العام المنصرم ايضاً توالت الأنباء عن مخططات إمارتية لإسقاط منطقة التربة، الشريان الإستراتيجي لتعز، الذي يربط المحافظة بالمحافظات الجنوبية، عن طريق عملية استقدام وتسكين قوات تتبع نجل شقيق الرئيس السابق "طارق صالح".
ويبدو ان احلام الإمارات بحسب توصيف البعض لم تتوقف، وشهيتها قد زادت بعد إسقاط جزيرة سقطرى ما دفعها لتحريك ملف التربة في تعز مجدداً، كما تشير الأحداث الأخيرة.
فساد الضرائب يحرك شبكة المنتفعين
أشعل ملف فساد ضريبة القات في تعز، شرارة الأحداث في مديرية الشمايتين، فبعد كشف ناشطين بؤرة فساد في مكتب الضرائب الذي يرأسه، محمد عثمان السبئي، شكل المحافظ لجنة لتحصيل ضرائب القات التي كشفت عن فساد مهول، إذ بلغ إجمالي ما يتم تحصيله في نقطة واحدة الى 4 ملايين ريال يومياً، في حين ان 400 الف ريال فقط، هي ما كان مدير الضرائب يقوم بتوريدها سابقاً.
توجيه المحافظ للجان بالتحصيل شمل ايضاً النقاط المنتشره في ريف تعز، والشمايتين، غير ان قوات تتبع احد الألوية العسكرية قامت بإختطاف مسئولي لجان التحصيل في الشمايتين، عقب ذلك اطلقت الشرطة العسكرية حملة امنية لتحرير المختطفين والقبض على الجناة.
لم يرق للبعض الحملة التي اطلقتها الشرطة العسكرية في المحافظة، فقد علق ناشط يطلق على نفسه "ابوعبدالله التعزي"، في حائطه بالفيس بوك قائلاً "لماذ الحجرية ولا يتواجد فيها حوثي
الحوثي في الحوبان والستين و مخلاف"، غير ان الشرطة اعلنت استمرار حملتها العسكرية حتى تحقيق اهدافها.
الأمن الخاص يدخل على الخط
في هذا السياق، حصل "الجند بوست"، على معلومات خاصة وحصرية، تفيد بقيام قائد القوات الخاصة - (قوات حكومية، مجهزة بأسلحة ومعدات متطورة، ومدربة بشكل خاص، تسيطر على نقاط ومداخل الشمايتين والتربه) - بتسهيل مرور مجاميع مسلحة، وعناصر خارجة عن القانون مدعومة من شخصيات في حزب المؤتمر، والقيادي السلفي المدعوم من الإمارات "ابوالعباس"، بهدف إعاقة عمل الحملة الأمنية.
المعلومات المصدرية التي حصل عليها "الجند بوست"، من أحد المقربين من قائد القوات الخاصة، تفيد أن العميد جميل عقلان قد صرح بالقول انه على إستعداد لإشعال الوضع، او كما نقل المصدر عنه نصاً " بنقرحها بوجه الجميع، لن افرط بالتربة ولن نسلمها لهم، ومملكتنا في الشمايتين ستبقى رغم أنف الجميع"، ولم يفصح المصدر عن الجهة التي قال انه لن يسلم التربة لهم، غير انه اوضح انه تهديده جاء اثناء حديثه عن الحملة الأمنية للجيش والشرطة العسكرية.
ويضيف مصدر المعلومات، ان" عقلان" وجه تهديد شديد اللهجة، لقادة المجاميع والكيانات المسلحة داخل مديريات الحجرية (المحسوبة على طارق صالح، وشخصيات مؤتمرية) بأنهم أن تخلو عنه، يباشر سحب قواته من جميع النقاط، ويتركهم في مواجهة مع قوات الجيش والأمن، بحسب المصدر.
ويعد العميد جميل عقلان أحد القادة العسكريين المحسوبين على نظام الرئيس السابق صالح، كما انتشرت خلال الفترة السابقة معلومات تفيد بتنسيق يجريه الأخير مع قائد ما تسمى بقوات حراس الجمهورية "طارق صالح"، بدعم إماراتي.
"طارق صالح" يتهيأ
قرابة 1300 مسلح، اغلبهم عسكريين تم استقدامهم حتى الآن وتسكينهم في منطقة التربة، اغلبهم ينتسب لقوات "حراس الجمهورية"، هذا ما كشفته معلومات أستخباراتيه، وهو الأمر الذي علق عليه مصدر أمني بالقول، انه يأتي في اطار مخطط واسع لإسقاط التربه.
حول ذات الموضوع علق الناشط، عبدالجبار نعمان، على صفحته بالفيس بوك "أطقم طارق عفاش تسرح وتمرح في التربة ولم ينزعج من تواجدها أحد، رغم أنها قوات لا تخضع لسيطرة الشرعية وممولة من أبو ظبي"
يضيف الناشط نعمان "وحين خرجت حملة عسكرية تتبع محور تعز لفرض الأمن وملاحقة مطلوبين أمنيًا في مدينة التربة، أنزعج من كان يساند العصابات الخارجة عن النظام والقانون، في مدينة تعز على حساب مؤسسات الدولة".
اين يقف المحافظ "شمسان"
إبتداء بالأداء الركيك له منذ تعيينه، مروراً بفشلة في مواجهة جائحة كورونا والحميات التي اجتاحت المدينة، وصولاً الى عجزة عن ايقاف فساد مدير الضرائب، هكذا يسرد ناشطون - رصد موقع الجند بوست تغريداتهم - ما يصفونها تهكماً بـ" انجازات المحافظ شمسان".
غير ان القرار الأخير الذي اصدره المحافظ، والقاضي وفق مذكرة رسمية، بإستبدال أطقم الشرطة العسكرية المرافقة للجان تحصيل ضريبة القات في الشمايتين بأطقم الأمن الخاص، هذا القرار بدأ في نظر مراقبين مقياس لتعامل المحافظ وتماهيه مع سياسة العبث بموارد الدولة، ومع مخطط إسقاط التربة حسب إعتقادهم.
وفي ظل استمرار المحاولات الإماراتية، الرامية لإستقطاع الجزء الجنوبي من تعز، تتجه الأنظار الى موقف الشرعية، والقيادة العليا للجيش، فهل ستتحرك فعلياً لدعم الجيش وقطع الطريق على سيناريو جزيرة سقطرى من أن يتكرر، أم ان العكس هو ما سيحدث؟