خاص
في إطار التحركات الأممية للتحضير لجولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة ومليشيا الحوثي الانقلابية، زار المستشار العسكري للمبعوث الأممي ورئيس لجنة التنسيق للشئون العسكرية العميد “انتوني هايورد” والوفد المرافق له محافظة تعز أمس الجمعة.
حيث طرح الوفد العسكري الأممي المقترح الذي طرحه الحوثيون قبل أسابيع لأغراض عسكرية، فتح طريق "الخمسين - الستين" على طاولة النقاش مع محافظ تعز نبيل شمسان وقيادات مجتمع مدني، الأمر الذي أثار سخطاً في الشارع التعزي من دور الأمم المتحدة المخيب للآمال.
وتوالت ردود أفعال ساخطة وأخرى ساخرة في محافظة تعز، رصدها محرر "الجند بوست" عبّر عنها ناشطون وصحفيون بـ"التماهي الأممي" مع استمرار حصار المليشيات الحوثية لـ تعز، ورفضهم تنفيذ بنود الهدنة الأممية ونسفهم لجهود السلام.
مهزلة أممية
في الوقت الذي يتوقع أبناء تعز دوراً إيجابياً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة في الضغط على مليشيا الحوثي بفك الحصار عن تعز، تنفيذاً لبنود الهدنة الأممية المتعلقة بفتح الطرق الرئيسية الإنسانية للمدينة، يتفاجأ أبناء تعز من طرح الوفد العسكري الأممي مقترح الحوثي خط (الستين - الخمسين) للنقاش، ما يشير إلى جعل قضية تعز مادة للاستهلاك الإعلامي و"يافطة" لإطالة أمد التفاوض لصالح المليشيات.
ولهذا فقد وصف الصحفي "عبدالرحمن الشوافي" في تغريدة له على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" ما طرحه الوفد العسكري الأممي بـ"المهزلة الأممية".
وقال الشوافي "بدلًا من النقاش حول طرق الضغط الأممية لإقناع الحوثيين بفك الحصار وفتح الطرق والمعابر طرح الوفد الأمني الأممي المقترح ذاته الذي طرحه الحوثيين قبل اسابيع لأغراض عسكرية وهو طريق "الخمسين - الستين".
وعلق الشوافي ساخراً "كان على المبعوث والأمم المتحدة أن يختصروا الطريق ويرسلوا محمد البخيتي او أحد قيادات المليشيا كمستشار أمني ومفاوض بأسم الأمم المتحدة!".
كما استهجن الشوافي بالقول "على الأمم المتحدة أن توضح لنا صفة المبعوثين والمستشارين الذين ترسلهم، هل يتبعونها أم أنهم مشرفين حوثيين بدرجة أممية؟!.
ترويج أممي لمقترح الحوثي
ذهب بعض المراقبين إلى اتهام المبعوث الأممي إلى اليمن "هانس غروندبرغ" بالفشل، ووصف مقترحاته بشأن فتح طريق تعز الرئيسي الذي تضمنته بنود الهدنة الأممية بـ "المتناقضة" والمروّجة لمقترح المليشيات الحوثية أحادي الجانب مؤخراً.
حيث اتهمت الحكومة اليمنية المبعوث الأممي للبلاد "هانس غروندبرغ"في 7 يوليو/تموز بتبني مبادرة أحادية الجانب لمليشيات الحوثي التي رفضت مقترحا أمميا الشهر الماضي ضم فتح 5 طرق أحدها حيوية رئيسية.
واتهم الصحفي "أحمد الباشا" الأمم المتحدة ومبعوثها بالعجز عن إعطاء أبناء تعز أدنى استحقاقاتهم الإنسانية، واصفاً الدور الأممي بالمروّج لمقترح المليشيات الحوثية بعد رفض الأخير مقترحاتهم.
حيث قال الصحفي الباشا في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "المستشار العسكري للمبعوث الاممي حضر إلى #تعز اليوم وقطع هذه المسافات ليروج للطريق الذي اقترحه الحوثيين وقاموا بشقه حديثاً بعد ان رموا بمقترح الأمم المتحدة على الحائط ووجدوا انفسهم عاجزين في إعطاء أبناء المدينة المحاصرة أدنى استحقاقاتهم الإنسانية"
ثم تساءل الصحفي الباشا " هل الفريق الأمني الزائر لتعز يمثل وجهة نظر المبعوث في مقترحاته لفتح طرق رئيسية وادانته لرفض الحوثي أم يمثل الحوثيين!".
من جانبه غرّد الصحفي "ماهر العبسي" على حسابه في "تويتر" بالقول "الوفد العسكري التابع للأمم المتحدة الذي وصل اليوم إلى #تعز يناقش السلطة المحلية على طريق الستين الخمسين الذي يروج له الحوثيين بقوة، بعد رفضهم مقترحين للمبعوث الأممي بخصوص فتح الطرق في تعز.."
وأضاف العبسي "كان الاحرى ان يقوم مكتب المبعوث بالضغط على الحوثيين للموافقة على مقترحاته افضل من الترويج لمقترحات الطرف المعرقل"
ملف "تعز" يفقد الأمم المتحدة النزاهة
يجمع كثير من المراقبين والمهتمين بأن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي فشلوا في فك الحصار عن تعز، والتخفيف من معاناة السكان، الأمر الذي يفقد الثقة في نفوس أبناء تعز من الدور الأممي المخيّب للآمال والنظر إليهم كبشر يعانون من حصار المليشيات.
وأبدى مسؤول في الحكومة اليمنية استغرابه من نيّة مكتب المبعوث الأممي الانتقال إلى مرحلة ثانية من الهدنة بمناقشة ملفات جديدة دون استكمال تنفيذ المرحلة الأولى من الهدنة المتمثلة بفتح طريق تعز الرئيس، معتبراً حديث المسؤولين الأممين عن توسيع الهدنة يفقد الأمم المتحدة نزاهتها كوسيط.
وكانت الحكومة الشرعية قد تحفظت على تمديد الهدنة قبل فتح طرقات تعز، فيما يرفض الحوثيون تمديدها قبل الموافقة على شروط الجماعة -التي لم تحددها.
وكان “رشاد العليمي” رئيس مجلس القيادة الرئاسي قد أبلغ المبعوث الأممي في وقت سابق الشهر الجاري عدم مناقشة أي ملفات أخرى قبل فتح طرقات مدينة تعز المحاصرة من الحوثيين منذ 2016م.
ويبقى التساؤل: هل سينجح المجلس الرئاسي والحكومة المعترف بها دولياً من ممارسة الضغط على المجتمع الدولي والأمم المتحدة بفتح طريق تعز قبل الانتقال إلى ملفات أخرى تنوي الأمم المتحدة توسيعها؟