وكالات
أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اليوم، الخميس، استقالته من زعامة حزب المحافظين، ولكنه قال إنه سيبقى في منصبه إلى أن يتم تعيين خلفه.
وبعد ثلاثة أعوام من وصوله إلى رئاسة الوزارء في داونينع ستريت، وجد جونسون (58 عاماً) نفسه في وضع صعب جداً خصوصاً بعد سلسلة كبيرة من الاستقالات في حكومته، جاءت على خلفية سلسلة من الفضائح التي أضعفته داخل حزبه، وعلى مستوى بريطانيا.
أهم ما قاله
في كلمة موجزة ألقاها من مقر رئاسة الوزراء الخميس، أكد جونسون أن عملية اختيار القائد الجديد يجب أن تبدأ الآن مضيفاً أن الجدول الزمني سيعلن الأسبوع المقبل.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه في السياسة، لا أحد لا يمكن الاستغناء عنه، مضيفاً أن "نظامنا السياسي الرائع سينتج قائداً آخر" وواعداً بأنه سيدعم القائد الجديد بكل ما في وسعه.
وفي سياق الغزو الروسي لأوكرانيا، أكد جونسون أن دعم لندن لكييف سيستمر مهما تطلب الأمر من وقت.
وفي ختام كلمته، شكر جونسون البريطانيين على الامتياز الهائل الذي منحوه إياه، ووعد بالعمل لصالح المصلحة العامة حتى خروجه من رئاسة الوزراء نهائياً.
تولى بوريس جونسون السلطة صيف 2019 بعد فوز كبير بالانتخابات، وما زال يرأس الحكومة منذ ثلاث سنوات، لكن الرجل الذي أضعفت الفضائح مصداقيته، اضطر لإعلان استقالته من قيادة حزب المحافظين، مع بقائه على رأس الحكومة، حتى اختيار خليفة له.
انتصار كبير
انتُخب بطل مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بوريس جونسون زعيمًا لحزب المحافظين في 23 يوليو 2019 بعد فوز ساحق في مواجهة وزير الخارجية جيريمي هانت.
في اليوم التالي عيَّنته الملكة إليزابيث الثانية رئيسًا للوزراء، ووعد بخروج سريع من الاتحاد الأوروبي.
بطل "بريكست"
فاز جونسون، الذي يتمتع بشعبية هائلة في ديسمبر 2019 بأغلبية تاريخية للمحافظين في مجلس العموم بانتخابات تشريعية مبكرة.
وافق النواب على اتفاق بريكست، وفي 31 يناير 2020 أي بعد ثلاث سنوات ونصف السنة على الاستفتاء، وخرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
جائحة وعناية مركزة
أعلن رئيس الوزراء في 27 مارس أن فحوصًا أثبتت إصابته بفيروس كورونا، بعد أن ظهرت عليه أعراض خفيفة.
في الخامس من أبريل نُقل إلى المستشفى، ثم إلى العناية المركزة حيث أمضى ثلاثة أيام.
الفضائح الأولى
واجه رئيس الوزراء انتقادات منذ بداية وباء كورونا، بسبب إدارته للأزمة، واتُهم بأنه كان بطيئًا في الرد. في أبريل 2021، نفى أن يكون أدلى بتصريحات مثيرة للجدل، يعارض فيها فرض عزل للمرة الثالثة.
كما واجه قضية ترويج شملت بعض أعضاء حكومته وجدلًا بشأن تمويل مكلف لتجديد الشقة التي يشغلها بصفته رئيسًا للوزراء.
انتخابات تعزز موقعه
مع ذلك تقدَّم حزب المحافظين على حزب العمال بانتخابات محلية في السادس من مايو 2021 انتزع خلالها معقلًا تاريخيًا لهم في هارتلبول شمالي شرق إنجلترا.
"بارتي غيت"
بداية ديسمبر بدأت المعلومات تتراكم عن حفلات نظمتها السلطة بشكل مخالف للقانون، خلال تطبيق إجراءات الحجر الصحي. دان البريطانيون سياسة الكيل بمكيالين، بينما كان رئيس الوزراء قد أعلن تشديد القيود.
اتسعت لائحة الحفلات في الأسابيع التالية وفتحت تحقيقات.
في 12 أبريل، أعلن بوريس جونسون أن الشرطة فرضت عليه غرامة لمخالفته القانون -في سابقة لرئيس وزراء بمنصبه- لمشاركته في حفلة عيد ميلاد في يونيو 2020 بمقر رئاسة الحكومة (داونينغ ستريت)، لكنه أكد للبرلمان أنه لم يخالف القواعد.
انتكاسة انتخابية
أضرت الفضيحة بشعبية رئيس الوزراء، وعبَّر البريطانيون -الذين خنقهم التضخم- عن شعورهم بإلحاق هزيمة بالمحافظين في الانتخابات المحلية في الخامس من مايو.
سحب الثقة
نجا بوريس جونسون من تصويت بحجب الثقة، في السادس من يونيو من أعضاء حزبه المحافظ، دعا إليه غاضبون من "فضيحة الحفلات". وقال أكثر من أربعين بالمئة من النواب، إنهم لم يعودوا يثقون برئيس الوزراء، ما يعكس حجم الاستياء.
فضائح جنسية
أضيفت إلى فضيحة الحفلات سلسلة من الفضائح الجنسية، تورط فيها المحافظون، خصوصًا قضية نائب يشتبه بارتكابه اغتصابًا، أوقف ثم أفرج عنه بكفالة منتصف مايو، وبرلماني حُكم عليه في مايو بالسجن 18 شهرًا لاعتدائه جنسيًا على مرافق.
في الخامس من يوليو اعتذر بوريس جونسون واعترف "بالخطأ" عند تعيينه في فبراير بحكومته، كريس بينشر المسؤول عن الانضباط البرلماني للنواب المحافظين، عندما تم إبلاغه باتهامات ذات طبيعة جنسية.
استقالات بالجملة
في اليوم نفسه استقال وزيران رفيعا المستوى، بعدما سئما الفضائح، تبعهما -خلال ساعات- سيل من الاستقالات داخل الحكومة.
في السابع من يوليو استقال جونسون (58 عامًا) من منصبه قائدًا لحزب المحافظين، على أن يبقى في منصب رئيس الوزراء، حتى انتخاب بديل له.