دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، الخميس، الأطراف ذات العلاقة بالنزاع في اليمن إلى العمل على نحو جاد وسريع لإنهاء حصار مدينة تعز، واتخاذ جميع الخطوات الممكنة للحد من معاناة ملايين اليمنيين الذين يعيشون هناك.
وقال في بيان صحافي، "إنّ الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان في تعز تحتّم على أطراف النزاع والأمم المتحدة إيلاء قضية فك حصار المدينة أهمية قصوى في التفاهمات الجارية، وخصوصًا في ظل الهدنة القائمة، وتطبيق بعض بنودها كوقف العمليات العسكرية، وتسيير أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي بعد نحو 6 سنوات من التوقف".
وعبّر المرصد الأورومتوسطي عن أمله في أن تسهم المحادثات المباشرة التي بدأت مساء أمس الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان بين وفدي الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في فتح الطرق والمعابر في تعز وبقية المناطق، وتمكين السكان من ممارسة حقهم في حرية الحركة والتنقل.
وشدّد على ضرورة التوافق على تمديد الهدنة الجارية (...)، لإفساح المجال أمام تطبيق مزيد من الخطوات التي نصّ عليها اتفاق الهدنة، والتي من شأنها أن تُسهم في خفض التصعيد، وتخفّف من حدة الأزمة الإنسانية التي تعاني منها البلاد بسبب النزاع.
ونقل البيان عن مدير العمليات في المرصد الأورومتوسطي "أنس جرجاوي" القول: "رغم الأزمة الإنسانية المروّعة التي سبّبها حصار تعز لملايين السكّان، إلّا أنّ التحرك لإنهاء هذه المأساة بقي محدودًا إلى حد كبير، إذ لم يلمس السكّان المحاصرون أي انعكاسات إيجابية للهدنة المُعلنة، ولا بوادر حتى الآن للتخفيف من الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على المدينة".
وأضاف أنّ "مبادرة الأمم المتحدة ورعايتها للهدنة القائمة تستدعي منها التدخل لدى الأطراف المختلفة لتنفيذ جميع بنودها، وفي مقدمتها فتح الطرق في تعز، والسماح بحرية الحركة والتنقل وتدفق الإمدادات الإنسانية".
وينص البند الرابع من اتفاق الهدنة ـ التي دخلت حيّز التنفيذ في الثاني من أبريل الماضي ـ على أنّه "فور دخول الهدنة حيز التنفيذ، سوف يدعو المبعوث الخاص الأطراف إلى اجتماع للاتفاق على فتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات لتيسير حركة المدنيين من رجال ونساء وأطفال وتنقلاتهم بالاستفادة من الجو الذي تهيئه الهدنة".