ما إن يسمع التعزيّون عن جلسة أممية بشأن اليمن؛ تهفو أسماع الـ 4 مليون إنسان لإحاطة المبعوث الأممي "هانس غروندبيرغ"، فينتظرون لحظات الإحاطة مرة بعد أخرى؛ لكن آمالهم تخيب بعد كل(إحاطة) تجعل من تعز الأكثر حصاراً والأشد تضرراً ومعاناة مفردة صغيرة في هامش القضايا.
"تعز" التي فرحت قبل غيرها بعودة الرحلات إلى مطار صنعاء، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة؛ تموت كل لحظة في منعطفات وطرق شديدة الوعورة، ويخنقها الحصار واغلاق الطرق الرئيسية والمعابر.
وأخيراً تفاجأت تعز بمطلب أممي لتمديد الهدنة 6 أشهر قادمة، مع انتهاء الهدنة السابقة وملف تعز تستخدمه الأمم المتحدة للأسف الشديد كمفردة للاستهلاك لا أكثر، دون أي تحرك لفتح طرقها الرئيسية في ظل تعنت مليشيا الحوثي.
"تعز" التي هللّت بالتغيير السياسي وباركت عودة المجلس الرئاسي والحكومة إلى العاصمة المؤقتة (عدن)؛ مازالت على حالتها منذ 7 سنوات محرومةً من الخدمات الأساسية، بلا كهرباء حكومية، بلا حصتها النفطية المقدّمة من السعودية للمحافظات المحررة منذ سنوات، محرومة من متنفسها الوحيد ميناء (المخاء)، بلا صيانة لطريقها الرئيسي الذي يربطها بالعاصمة عدن، مستشفياتها بلا أوكسجين، تعاني من أزمات خانقة في مادة الغاز المنزلي، وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وما زالت "تعز" تقاوم الحصار بوسائلها المتنوعة، بالسلمية والاحتجاجات المدنية المخاطبة كل العالم، ويقول أبناؤها أنهم على أهبة الاستعداد لكسر الحصار عسكرياً ما توفرت قناعة المجلس الرئاسي بدعم محور تعز للتحرير والخلاص من الحصار المطبق منذ 7 سنوات.