الجند بوست - تقرير خاص
تمثل الدورات الطائفية التي تنفذها مليشيا الانقلاب الحوثية تحت مسمى (المراكز الصيفية)، واحدة من أبرز الوسائل التي تساعد الجماعة على استقطاب الأطفال والشباب والزج بهم في جبهات القتال باعتبارها "مغسلة حقيقية لعقول الأطفال" إلى جانب استغلال المدارس النظامية بتغيير المناهج واستغلال ظروف المعلمين.
تعمل على غسل أدمغة الأطفال والشباب وحشوها بالأفكار الحوثية عبر ملازم مؤسس الجماعة (حسين الحوثي) وخطابات زعيمها الحالي (عبدالملك الحوثي) المشحونة بحديث الكهنوت السلالي، والمستهدفة تحريف عقائد الناشئة وتربية الأجيال على العنف، وتشجيع الشباب للمشاركة في الحروب والقتال، وتفخيخ عقولهم باتهام من يخالف الجماعة ويقف مع مشروع الجمهورية بالخيانة والعمالة لأمريكا واسرائيل وصولا للتكفير.
استهداف فئة الأطفال..لماذا؟
تكتسب المراكز الصيفية أهميتها لدى الجماعة الحوثية من إدراكها بأن اليمنيين بمختلف انتمائاتهم وألوانهم ومناطقهم يرفضون مشروع الحوثي الكهنوتي وعودة الإمامة الظلامية وإن سيطرت مليشياتها على معظم المحافظات بقوة السلاح والتهديد، لوعي المجتمع اليمني المبكر بخطر الفكر السلالي، وأثره على الثوابت الوطنية والمعتقدات.
لذلك استهدفت فئة الأطفال مابين (سن السادسة والثامنة عشر) لسهولة تشكيلهم وغرس الأفكار المتطرفة والكهنوتية، وطمس مشروع الجمهورية الذي شيّد مداميكه أحرار اليمن قبل 60 عاماً بثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة، وبناء جيل متعصب يؤمن بمشروع الاستبداد وحكم الفرد ، جيل يقدّس السلالة، ولا يؤمن بمشروع الدولة والجمهورية والنضال الوطني، جيل خال من الوعي الثقافي المتحرر الذي لا يستمد وعيه الثقافي من قيمنا الإسلامية العظيمة التي تحث على العدالة والمساواة والحرية.
صناعة الإرهاب
حذّر صحفيون وناشطون يمنيون،مساء الثلاثاء، في حملة الكترونية حملت هاشتاق (#مراكز_صناعة_الإرهاب) ونشرها موقع "يمن شباب نت" من خطورة المراكز الصيفية التي دشنتها مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، على عقول وحياة الأطفال، واصفين المراكز الصيفية للحوثيين بأنها وكر للإرهاب ومصنع لتصدير مقاتلين وعناصر إرهابية للمستقبل.
ودعوا في حملتهم التي أولياء الأمور إلى الحفاظ على أبنائهم وعدم الزج بهم في تلك المراكز التي تتحول إلى مصانع لتفخيخ عقول النشء بالعنصرية والأفكار الطائفية والإرهابية التي قد تتحول إلى أداة قتل لأقرب مقربيهم.
حيث قال الصحفي عبدالله إسماعيل في تغريدة على تويتر: "يتعمد الحوثيون تفخيخ العقل الجمعي وزرع أحقاد الكهنوت في عقول الأطفال لهدف وحيد ذلك الهدف يتمثل في رؤيتهم لطبيعة المستقبل الذي ينشدون مستقبل خال من التعايش والأمان، ومفخخ برؤية إقصائية تبقي على الضغائن وعدم الاستقرار، فهم لا يقدرون على العيش في بيئة سلام".
مخطط التغيير المذهبي
تدرك الجماعة الحوثية أن فكرها العقيم لن يكتب له البقاء والاستمرار مالم تستخدم العنف وسلطة الأمر الواقع بقوة السلاح لحمايته؛ لذلك تسعى لتطييف المجتمع وصبغه بالصبغة المذهبية والسلالية مستغلة المراكز الصيفية.
يقول الناشط الاعلامي عارف المليكي في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن الدورات الطائفية التي تستغل (المراكز الصيفية) تسهم في استمرار تنفيذ مليشيا الحوثي لمخطط التغيير المذهبي وتعميمه بالقوة.
وأضاف" تشكل الدورات الطائفية خطرا حقيقياً على الثوابت الوطنية، والعقيدة الصحيحة، وتدمر الهوية اليمنية والفكر الوسطي المعتدل، وتفتت النسيج المجتمعي اليمني المحافظ على قيم السماحة والإخاء والشراكة والتنوع والقبول بالآخر".
آثار كارثية
سيعاني اليمن والإقليم مستقبلاً من آثار كارثية نتيجة التعبئة الطائفية المتطرفة التي تستهدف أهم فئات المجتمع (الأطفال والناشئة) تشمل حرمان الأطفال من التعليم، وتحويلهم إلى قنابل موقوتة تهدد أقاربهم ومجتمعهم ومستقبل الوطن.
حيث تشير تقارير حقوقية رصدها محرر "الجند بوست" بأن 2.2 مليون طفل خارج المدرسة منذ 7 سنوات من الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي، و نحو 8 ملايين طفل بحاجة إلى دعم لمواصلة التعليم الأساسي، ونزوح نحو 1.7 مليون طفل في البلاد انقطعوا عن الخدمات الأساسية.
من جانبه حذّر الصحفي "غمدان اليوسفي" من هذه المراكز وقال في رسالة إلى المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين: "عزيزي.. طفلك الذي سترسله إلى دورات الحوثي الصيفية والعسكرية هو قنبلة موقوتة ستقتلك غدا".
وتابع: "الحوثي مجرد معمل لتصنيع المتفجرات، وأنت تريد لطفلك أن يكون معملا لخلق مستقبل يعولك حين تشيخ، لا أن تبكي ندما على خطوتك هذه حتى تشيخ ، ابنك غالي، فلا تسترخص روحه".
إضافة إلى بناء نظام تعليمي وفكري يحرض على العنف مستمداً ثقافته من أيديولوجيات مذهبية سلالية، يقدّس رموز السلالة، ويمجّد الاصطفاء وادعاء الحق الإلهي في الحكم بالقوة، وينال من ثقافة اليمنيين، ويستهدف رموز الدين والقرآن الكريم وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، خصوصاً ابوبكر وعمر وعثمان وأبو هريرة ومعاوية وعائشة وأمهات المؤمنين.
مخطط إيراني
المراكز الصيفية لدى الجماعة تقع ضمن مشروع سلالي بإشراف إيراني وضعت خططه بداية تأسيس ما سمي (مجلس حكماء آل البيت) مطلع الثمانينات على يد الأب الروحي للجماعة الحوثية (بدر الدين الحوثي).
ولتنفيذ هذا المخطط ترصد المليشيات موازنات ضخمة لتجهيز المراكز الصيفية وتدشينها وأنشطتها، حيث تشير التقارير أن عام 2021 اعتمدت الجماعة مبلغ تجاوز المليون دولار، وتنشر عناصرها لجمع التبرعات لها في الأحياء والمساجد، وتستخدم منظمات مجتمع مدني وجمعيات خيرية لدعم المراكز الصيفية.
كما أنها تكثف مراكزها وتدفع الأبناء إليها بوسائل عديدة تقع أغلبها في دائرة الترغيب كصرف المساعدات للأسر، وتزويد المشاركين بملابس ومستلزمات، ويقع بعضها في دائرة الترهيب، تنفيذاً لأجندات إيران ومشروعها الفارسي في تدمير شعوب المنطقة العربية وتفتيت النسيج العربي.