فجّرت تصريحات السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، والتي أظهر فيها موقفاً جديداً لبلاده تجاه الوحدة اليمنية وإمكانية وقوع انفصال لجنوب البلاد، موجة غضب يمني عارم على منصات التواصل.
وقال السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، خلال تصريحات متلفزة نقلتها قناة "روتانا خليجية"، بعد تعرضه لسؤال مباشر، هل السعودية مع الوحدة أو الإنفصال؟، ليرد بالقول: "السعودية مع القرار اليمني والتوافق والحوار الوطني أي كانت النتيجة دون استخدام القوة طرف ضد طرف".
وجاءت تصريحات السفير السعودي، بعد تسريب كشفه مراسل وكالة "شينخوا" الصينية، عن تلقي المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً ضمانات خليجية بحق تقرير المصير عقب انتهاء الحرب، مقابل إنخراطه في مجلس القيادة الرئاسي ودعم الحكومة، وتهيئة عمل مؤسسات الدولة من عدن.
الصحفي اليمني والمحلل السياسي، ياسين التميمي قال في تغريدة على تويترإن: "تصريحات السفير السعودي حول الانفصال تجعلنا نفكر ألف مرة في نزاهة هذه الدولة التي تقوض وجودها عمليا بهذه السياسات".
من جانبه قال الكاتب الصحفي عامر الدميني، إن "السفير السعودي قدم وجهة نظر بلاده للوضع في اليمن، وموقفها من تشطير البلد، مؤكداً أن تصريح آل جابر في إشارة واضحة إلى إمكانية وقوع الانفصال ودعم وتشجيع الرياض.
وأضاف في منشور على حسابه فيسبوك "إن "مثل هذه التصريحات يفترض أن تكون محل إدانة، إذ أنها تنال من الوحدة الوطنية لليمن، وتبرز أجندة الرياض وأبوظبي".
ولفت إلى أن "طرح موضوع الانفصال كورقة للمساومة وأنها رهن إجماع اليمنيين هو بحد ذاته مؤشر خطير" حد تعبيره.
من جهته قال الصحفي فهد سلطان: "السعودية توفر ظروف للانفصال في جنوب اليمن من عقود، وتهيئ لذلك بشكل عملي خلال سنوات الحرب.. تؤسس مليشيات وتمنحها الشرعية والمشروعية، كما تعمل لذات الغاية على تفكك النسيج اليمني، ثم يخرج آل جابر ليقول: بأن الانفصال.. هو قرار اليمنيين في الأول والأخير.!!".
وأضاف: "من حق كل يمني أن ينظر بعين الشك الريبة لما تفعله السعودية والإمارات في اليمن، تجربة 8 سنوات من الحرب كافية لأن تكون الصورة شديدة الوضوح بعد كل الخدع السابقة والعبث المستمر".
وتابع: "الذي يجري حاليا هو تدريب وتأهيل قيادة الانتقالي على إدارة الأوضاع بعد أن منحته المشروعية والشرعية".
وتشكل المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم من الإمارات، في العام 2007م ويسعى إلى إعادة تشطير اليمن ويسيطر فعلياً على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية.