لقيت عودة مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة ومجلسي النواب والشورى، إلى العاصمة المؤقتة عدن، ترحيبًا شعبيًا واسعًا، مع الكثير من التفاؤل بأن تكون عودة نهائية، وتفضي إلى استعادة الدولة وتحرير كامل البلاد.
وخلال اليومين الماضيين، وصل المسؤولون اليمنيون إلى عدن، قادمين من العاصمة السعودية الرياض، في دفعات متتالية، معظمهم على متن طائرات عسكرية سعودية، وآخرون على متن طيران اليمنية.
حيث وصل يوم الاثنين، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، وأعضاء المجلس، إضافة إلى رئيس الحكومة، ورئيس مجلس الشورى، وذلك عقب يوم من وصول وزراء ومسؤوليين حكوميين، ورئيس وأعضاء مجلس النواب.
كما وصل وزير الدفاع، اللواء محمد المقدشي، إلى عدن، لأول مرة منذ تعيينه في منصبه، وهو ما اعتبره مراقبون ترجمة فعلية للتقارب والتوافق الذي نتج عن مشاورات الرياض الأخيرة.
وعبّر اليمنيون عن ترحيبهم بعودة مسؤولي الدولة إلى العاصمة المؤقتة، بعد سنوات من الغربة خارج الوطن، آملين أن يتبع هذه العودة، التي جاءت متأخرة، تفعيل لمؤسسات الدولة، وتوحيد للجهود، وتصويب للمسار، في سبيل تحرير واستعادة العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت قبضة الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيًا.
التربوي فهد محمد، قال لـ (الجند بوست): نحن سعداء بعودة المجلس الرئاسي والحكومة والبرلمان وكافة مؤسسات الدولة، إلى عدن، وهذه الخطوة، إلا أنها كفيلة بإعادة ترتيب البيت الداخلي للشرعية، والتي تعرضت للنهش والنخر من الداخل، خلال السنوات الماضية".
وأضاف: "المهم، ألا تكون هذه العودة لحظية، أو تخديرية، والأهم أن يوافق هذه العودة تفعيلًا لمؤسسيات الدولة، وتوحيدا للجهود، والمضي في استعادة الدولة، ووأد الانقلاب الحوثي".
ويجب أن تبدأ الحكومة بوضع إصلاحات جادة وفعلية للاقتصاد اليمني وتفعيل موارد الدولة، خصوصًا ميناء بلحاف، وإعادة الاعتبار للريال اليمني، الذي تعمدت مليشيا الحوثي إهانته، وعانى المواطنون كثيرًا بسبب ذلك"، يواصل فهد محمد حديثه للجند بوست.
وقال مختار الرحبي، وكيل وزارة الإعلام، في تغريدة على حسابه بتويتر، رصدها (الجند بوست): إن "عودة المجلس الرئاسي والحكومة ومجلس النواب مطلب شعبي وخطوة العودة إيجابية وتبعث الأمل".
وأضاف الرحبي: "لكن من المهم البقاء وممارسة مهام الدولة من العاصمة المؤقتة عدن وتوحيد كافة القوات في إطار الجيش والامن، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين وصرف الرواتب بشكل منتظم".
من جانبه، أكد الدكتور حسين اليافعي، أن "الامور طيبة في عدن، والقلوب مجتمعة والجميع صف واحد".
وقال اليافعي في تغريدة، "لأول مرة أشعر بتفاؤل كبيييييير منذ 8 سنوات".
وأضاف: "بالفعل تجاوزنا مرحلة صعبة للغاية و القادم صعب اذا عدنا للصراعات والتحارب فيما بيننا".
ترحيب ولكن..
الصحفي سيف الحاضري، رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم، قال في تغريدة: إن "عودة البرلمان والشورى والحكومة الى عدن نقطة في بداية السطر".
وأضاف الحاضري: "هذه العودة ما لم تكن عودة دائمة لاستعادة نشاط المؤسسات الدستورية فإنها عودة كارثية".
وأشار إلى أن "تكرار سيناريو سيئون في عدن سيقتل آخر أوراق الأمل في إعادة الدولة ومسار الحرب والسلام لطريق استعادة صنعاء سلماً أو حرباً". وذلك في إشارة إلى الجلسة اليتيمة للبرلمان اليمني في سيئون في 2018.
فيما قال الصحفي والباحث السياسي يحيى الأحمدي: إن "هذا الترحيب والتفاؤل الذي يعيشه اليمنيون واستبشارهم بعودة قيادة الدولة إلى عدن ينبغي أن يقابل بوفاء المعنيين".
وأوضح الأحمدي أن ذلك يتأتي "من خلال الشروع في خطوات ملموسة على الأرض والتعجيل باستعادة الدولة بما يمكن من إزاحة هذا البؤس الذي جلبه التمرد الحوثي".
ويؤكد مسؤولون حكوميون أن عودة قيادات الدولة بمختلف مكوناتها إلى العاصمة المؤقتة عدن هي خطوة تثبت جدية المرحلة والإصرار على طي صفحة الماضي والعمل بروح الفريق الواحد لما فية خدمة اليمن واليمنيين.
فيما تتجه أنظار اليمنيين نحو محافظة عدن، مع تعليق الآمال الكبيرة على عودة السلطات اليمنية إلى هناك ومباشرة أعمالها من ذات العاصمة المؤقتة، للعمل على التخفيف من معاناة الشعب، بالغة الوجع، والمضي في استعادة الدولة، آملين ألا تعود آمالهم خائبة، كأوقات ماضية.
وفي 30 مارس الماضي، انطلقت في العاصمة الرياض، مشاورات يمنية بهدف التوصل إلى حلول لإنهاء الصراع، أسفرت على توافق بين الحكومة وباقي المكونات السياسية (باستثناء مليشيا الحوثي)، على عودة العمل من داخل البلاد، وبدعم إقليمي ودولي وتوجيه الجهود كلها من أجل تحرير العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين في حال استمرار رفضهم للسلام.
وفي السابع من أبريل الماضي، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إعلانا رئاسيا من الرياض ينص على تأسيس مجلس قيادة رئاسي من 8 أعضاء، برئاسة رشاد العليمي.