كتابات
ليس أقوى رعباً ارتعدت منه فرائص الجماعة الحوثية في "صنعاء" ولا أبلغ من اجتماع شمل اليمنيين، فضلاً عن اجتماع قلوبهم وانسجامهم في ليال التراويح خلال الشهر الكريم.
ما يخيف الحوثي من صلاة التراويح هو التربية الروحية التي تمنح اليمنيين قوة فكرية
دافعة لفكر القداسة، وترقق القلوب وتصفي الأذهان والعقول، فتستعصي على التشويش السلالي، ولا تذوب وسط افرازات الكهنوتية ودعوات الحق الإلهي.
المضحك أنّ الجماعة تغار من نسائم التراويح التي تهب على الناس بعطر القرآن فتملأ الأماكن بروحانية المشاعر، فحاولوا اقتناص الفرصة وعمدوا لاستبدال هذا النسيم واستنساخ تلكم الأجواء بمحاضرات سيد الثجافة "الجورآنية" عبدالملك، بزعمهم أنها إيمانية، كحال "مسيلمة" لمّا وجد الناس يبكون عند سماع القرآن؛ وعد أتباعه بالإتيان بكلامٍ أبلغ أثراً من القرآن، فقال" ياضفدعة يا ضفدعتين، نقِّ نقّة أو نقتين، بين الماء أو بين الطين" فضحك الناس وسخروا.
لذلك يعتقد الحوثييون أنهم سينجحوا في صناعة القداسة لسيدهم "مضاهاة لله"، ويظنون أنّ استبدال شعيرة التراويح بمحاضرات السيد في مساجد الله ستجعله رمزاً إيمانياً يستميل الناس، ومحاضراته شعيرة مقدسة يتعبدون الله بها، شأنهم كشأن من عمدوا إلى أصنام اتخذوها على صور الملائكة المقربين بزعمهم؛ فعبدوا تلك الصور تقديساً للملائكة، لطلب الشفاعة عندالله فقالوا:(مانعبدهم الاّ ليقربونا إلى الله زلفى).
فوبيا "التروايح" أصابت الحوثية السلالية بالسعار، دفعتهم لتخريب المساجد وإحالتها للمقائل وتجمعات مضغ القات والدخان، ومنع المصليين من إقامة صلاة التراويح بقوة السلاح والتهديد والقتل، وتعميم تأخير أذان المغرب والإفطار إلى الليل، وكذا الزام أئمة المساجد ببث محاضرات السيد عبر مكبرات الصوت والشاشات بديلاً عن تلاوات المتهجدين.
وأمام هذا الحقد السلالي الذي يمارسه "أنصار الله" بحق المصلين وتخريب المساجد، بالتزامن مع حقد الصهاينة على المسجد الأقصى وتخريبه، يتذكر اليمنييون بغض "أعداء الله النصارى" الذين أعانوا "بختنصر" البابلي المجوسي على تخريب بيت المقدس(وسعى في خرابها)
وتناسى أتباع الثقافة الجورآنية قول الله تعالى((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ))
ومن ثقافة القرآن أن تُعمر مساجد الله بالذكر والصلوات، لا بترديد الصرخات والمقائل ومضغ القات، ويبشرنا التأريخ أن الاعتداء على المساجد ومنع الشعائر التعبدية فيها علامة على زوال المعتدين.
وقال وزير الإعلام والثقافة معمر الارياني في تصريح له ان هذه الممارسات الاجرامية امتداد لمحاولات مليشيا الحوثي فرض افكارها ومعتقداتها الطائفية الدخيلة المستوردة من ايران في المناطق الخاصعة لسيطرتها بالإكراه وقوة السلاح، واستهداف التنوع المذهبي، ونسف مبدا التعايش بين اطياف المجتمع اليمني والتي سادت لقرون.