كتابات
ليس بمستغرب أن تصدر جماعة الحوثي فتواها في مناطق سيطرتها بتأخير الإفطار حتى تكتمل السماء بالنجوم، ومنع إقامة شعائر صلاة التراويح، والزام أئمة المساجد ببث محاضرات زعيم جماعتهم عبدالملك الحوثي المشحونة بالكراهية والحقد.
هذا الأمر ليس جديداً في ثقافة متطرفة تستدعيها الجماعة من فكر مؤسسهم الأول "يحي الرسي" المناهض لفكر الوسطية والاعتدال للمجتمع اليمني التي جاءت بها السنة النبوية.
وهذا ما حدا بأبناء اليمن الأحرار الوقوف بوجه الكهنوتية السلالية من وقت مبكرٍ لقناعتهم الراسخة أن الحوثية امتداد لهذا المشروع الظلامي، تسعى لتجريف الهوية الوطنية والفكر الوسطي.
لذلك عمدت جماعة الحوثي عقب الانقلاب في 21 سبتمبر 2014 على مشروع الجمهورية، على نشر الأفكار السلالية عبر الدورات الطائفية، وخطب المسجد، وتغيير مناهج التعليم الدراسية وتفخيخ عقول الأجيال بثقافة الكراهية والتعصب، ومحاولة طمس الهوية الوطنية من ذاكرة الأجيال. وشحنها بثقافة الاصطفاء العرقي والسلالي.
ومن المتوقع أن الجماعة الحوثية ستذهب إلى ماهو أخطر من ذلك في حربها الفكرية والعقائدية القائمة على الاصطفاء والحق الإلٰهي، وبث سمومها وخرافاتها بقوة السلاح وسلطة الأمر الواقع المنتقمة من مشروع الدولة والجمهورية، وسنشهد فتاوى "الكليني" التي تطعن صراحة في القرآن الكريم والسنة النبوية وغيرها من فتاوى ملالي قم والنجف.
ولن يبقى خطورة هذا المشروع الفارسي السلالي في اليمن وحسب، بل سيتعدى حدوده إلى منطقة الخليج والجزيرة العربية، على اعتبار أن الحوثية ليست مجرد عصابة مسلحة بقدر ماهي مخلب إيراني في خاصرة السعودية والجزيرة العربية.