الرياض
دعا الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، جميع قيادات الدولة و المكونات لاستغلال الحشد الوطني في المشاورات اليمنية- اليمنية المنعقدة تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، لتوحيد الصفوف و الترفع عن كل الولاءات و الحسابات الضيقة.
وقال هادي في كلمته التي ألقاها، اليوم الإثنين، خلال اقامته مأدبة افطار حضرها نائبه الفريق الركن علي محسن صالح ورئيسا مجلسي الوزراء والشورى الدكتور معين عبدالملك والدكتور احمد عبيد بن دغر ، ومستشاري رئيس الجمهورية، واعضاء مجلسي النواب والشورى والسلطات القضائية، وقيادات المؤسسة العسكرية والأمنية وعددا من القيادات والشخصيات الوطنية” كونوا كبار كما هو بلدنا كبير بشعبه و تاريخه، وحدو صفوفكم و صفو قلوبكم وانظروا للمستقبل احتراماً واجلالاً لدماء الشهداء الاخيار وانين الجرحى والمعتقلين ولمعاناة كل الشعب اليمني.
وأضاف الرئيس “أنا معكم و مع أي توصيات تدعم وحدة الصف و تسعى لبناء دولة بمؤسسات وطنية قوية، نصحح أي اختلالات، وأنا مع أي جهود تسعى لتحقيق السلام لأبناء شعبنا اليمني الذي سوف يسألنا الله جميعا عنه، وأنا معكم كما كنت في مؤتمر الحوار الوطني و في كل تجمعات و مؤتمرات و مفاوضات تسعى لتحقيق السلام وتوحيد الصفوف وجمع الكلمة بما يحقق الامن والاستقرار لبلدنا وشعبنا”.
وقال الرئيس مخاطباً الحوثيين “أقول لكم عودوا كمكون سياسي يمني يلتزم بالثوابت الوطنية الجمهورية والوحدة و الديمقراطية و تعالوا لطاولة الحوار لنصنع السلام لشعبنا اليمني و لنعود لمسار بناء الدولة المدنية الاتحادية التي توافقنا جميعا على بناءها في مؤتمر الحوار الوطني ،و ابتعدوا عن مشاريع إيران التدميرية ، عودوا لنلملم جراح وطننا الممزق، لنجعل ولاءنا لليمن الواحد و الكبير ، يدنا ممدودة لكم لسلام شامل وعادل مبني على المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية و اليتها التنفيذية و مخرجات مؤتمر الحوار الوطني و القرارات الأممية وفي مقدمتها القرار ٢٢١٦”.
فيما يلي نص الكلمة:
اخواني واخواتي الحضور.
أنتم رموز وقيادات الدولة اليمنية بمختلف سلطاتها ومكوناتها وأطيافها، ووجودكم اليوم في هذه اللحظة التاريخية ضمن المشاورات اليمنية – اليمنية برعاية الأشقاء بمجلس التعاون الخليجي هي فرصة حقيقية مهمة، فرصة لنقييم وضعنا ..لنوحد صفنا .. لننشد السلام والوئام .. وللنظر للمستقبل، ويؤسفني عدم حضور الأخوة الحوثيين الذين مددنا إليهم يدنا للسلام عدة مرات وفي كل مشاورات او مفاوضات.
اخواني واخواتي الأعزاء … دعوني أوجه في كلمتي هذه أربع رسائل:
الرسالة الأولى للحوثيين: –
كنت اتمنى أن يلبي الحوثيون هذه الدعوة من الأشقاء في مجلس التعاون وأن يضعوا مصلحة اليمنيين فوق كل مصلحة، ومن هنا أدعوهم مرة أخرى لمراجعة حساباتهم والنظر من حولهم لحال شعبنا اليمني الذي يعاني في داخل وخارج اليمن من جراء هذه الحرب المستمرة التي تدخل عامها الثامن بسبب طموحاتهم الغير مشروعه بتطبيق التجربة الإيرانية في اليمن.
أقول لكم عودوا كمكون سياسي يمني يلتزم بالثوابت الوطنية الجمهورية والوحدة و الديمقراطية و تعالوا لطاولة الحوار لنصنع السلام لشعبنا اليمني و لنعود لمسار بناء الدولة المدنية الاتحادية التي توافقنا جميعا على بناءها في مؤتمر الحوار الوطني ، ابتعدوا عن مشاريع إيران التدميرية، عودوا لنلملم جراح وطننا الممزق، لنجعل ولاءنا لليمن الواحد و الكبير، يدنا ممدودة لكم لسلام شامل وعادل مبني على المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية و اليتها التنفيذية و مخرجات مؤتمر الحوار الوطني و القرارات الأممية وفي مقدمتها القرار ٢٢١٦.
ورسالتي الثانية:-
لكم جميعا من قيادات للدولة و للمكونات و من خلالكم لكل الذين لم يحضروا هذا اللقاء، أدعوكم جميعا لاستغلال هذا الحشد الوطني في هذه المشاورات لتوحيد الصفوف و الترفع عن كل الولاءات و الحسابات الضيقة، كونوا كبار كما هو بلدنا كبير بشعبه و تاريخه، وحدو صفوفكم و صفو قلوبكم وانظروا للمستقبل احتراماً واجلالاً لدماء الشهداء الاخيار وأنين الجرحى والمعتقلين ولمعاناة كل الشعب اليمني، وأنا معكم و مع أي توصيات تدعم وحدة الصف و تسعى لبناء دولة بمؤسسات وطنية قوية، نصحح أي اختلالات، أنا مع أي جهود تسعى لتحقيق السلام لأبناء شعبنا اليمني الذي سوف يسألنا الله جميعا عنه، أنا معكم كما كنت في مؤتمر الحوار الوطني و في كل تجمعات و مؤتمرات و مفاوضات تسعى لتحقيق السلام وتوحيد الصفوف وجمع الكلمة بما يحقق الامن والاستقرار لبلدنا وشعبنا.
هذه فرصة كبيرة أمامنا جميعا لأن نتحدث فيما بيننا بمسئولية وأن نضع مصلحة وطننا فوق اعتباراتنا الخاصة، فنجاح هذه المشاورات هي مهمتنا جميعاً، وليست فقط مهمة الأشقاء، فالقضية اليمنية هي قضيتنا نحن، نريد أن تخرج هذه المشاورات بما يحقق السلام كل السلام لليمن واليمنيين وبما يحقق أهدافنا جميعا في استعادة الدولة بكامل مؤسساتها وانهاء الانقلاب والحفاظ على ثوابتنا ومكتسباتنا الوطنية.
أن كل جهد يساعد في استعادة الدولة وبناء مؤسساتها ويحافظ على الدستور والقانون هو جهد مرحب به ويجب علينا دعمه ومساندته.
ورسالتي الثالثة : لأبناء شعبنا اليمني العظيم الصابر:
والله أنني أتألم على كل معاناتكم و ظروفكم التي تمرون بها، وأعلم أن الحرب انهكتكم جميعا، فدماء شهدائنا في كل المناطق غالية بما فيها دماء أبناءنا المغرر بهم من الحوثيين، فدم اليمني على اليمني حرام ، والوضع الاقتصادي والخدمي صعب ، ولكنها حرب فرضت علينا ولا سبيل لنا الا السلام و وقفها ولكن على أسس تضمن العدالة و المساواة لكل اليمنيين فلا فرق بين يمني و يمني و على مبدأ السلام الشامل والعادل و الدائم الذي لا يؤدي لحروب وصراعات أخرى ، سلام يحترم التضحيات ويحقق الطموحات المشروعة لأبناء الشعب، سلام يعيش فيه الجميع سواسيه، سلام لا يملك السلاح فيه إلا الدولة بمؤسساتها الأمنية و العسكرية الوطنية، سلام يأمن فيه جيراننا واشقائنا من أي مهددات لهم ، سلام نعود فيه جميعا لبناء يمن اتحادي مدني و ديمقراطي و نبني فيه مستقبل افضل لأبنائنا.
تعلمون جميعا اننا وافقنا على هدنة إنسانية لمدة شهرين تتخللها بعض الاجراءات التي نظن انها تساعد أبناءنا المواطنين.. صحيح نحن قدمنا بعض التنازلات،، لكننا نقدم التنازلات من أجل المواطن، نعلم جميعا أن الشعب اليمني يعرف حقيقة من يحاصره ومن يوقف قاطرات النفط ويصر على تحصيل الايرادات ويثقل كاهل المواطنين بالأعباء ويمتنع عن تحمل مسئولياته في دفع المستحقات للمواطنين، ومن يصر على حصار أبناء تعز ومن يرفض حتى مجرد الافصاح عن حالة المعتقلين.. ولذلك نحن حين نتنازل فإننا نتنازل من أجل ذلك المواطن الذي قررنا مواجهة الانقلاب والتمرد بدعم أشقائنا اساساً من أجله ومن أجل حماية مكتسباته والدفاع عن خياراته ومصالحه.
رسالتي الرابعة للأشقاء بدول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية: –
نعلم أن الحرب انهكت الجميع بما فيه انتم الذين لم تبخلوا يوما بشيء لليمن و اليمنيين فدماء أبناءكم الغالية اختلطت بدماء أبناءنا من أجل أن يبقى اليمن ضمن نسيجة العربي الواحد، و من هنا أوجه التحية كل التحية لأشقائنا الكرام في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية وأدعوكم كما عهدناكم دائما أن تقفوا مع الشعب اليمني العزيز و الكريم بحزمة اقتصادية عاجلة تخفف وطأة هذه الحرب، فإخوانكم في اليمن يعانون الجوع والفقر و المرض بسبب هذه الحرب المدمرة، كما أشكركم على كل ما قدتموه وتقدموه من أجل اليمن واليمنيين وعلى كل جهودكم الصادقة لوقف الحرب و التوجه نحو سلام عادل وشامل من أجل اليمنيين و على دعوة مجلس التعاون لدول الخليج العربية على جهودهم الصادقة والكبيرة ودعوتهم لكافة المكونات اليمنية بما في ذلك الحوثيين للمشاركة في هذه المشاورات، و نكرر دعوتنا لهم لتغليب صوت الحكمة و الانضمام لإخوانهم من بقية المكونات الوطنية.
احييكم جميعاً .. وأحيي كل المشاركين في هذه المشاورات اليمنية – اليمنية …أحيي كافة النساء والشباب. وأحيي كافة الاعلاميين المشاركين .. أحيي كافة ابناءنا في الجيش الوطني والمقاومة الابطال في كل مكان.
الرحمة والخلود لكل شهدائنا
الشفاء لجرحانا الأبطال
الحرية للأسرى والمعتقلين
التحية والإجلال لكل المرابطين المدافعين عن عروبة اليمن الكبير
والسلام كل السلام لليمن واليمنيين.