خاص
لاقى قرار ترحيب طرفي الصراع اليمني على مبادرة أممية بشأن هدنة شاملة لمدة شهرين ارتياحاً واسعاً في الأوساط اليمنية، وذلك بعد إعلان الحكومة "الشرعية" والحوثيين الترحيب بالهدنة، في سابقة لم تحدث في تأريخ الصراع اليمني منذ 8 سنوات.
الهدنة التي تهدف لخفض تصعيد العنف ومعالجة الاحتياجات الانسانية والاقتصادية، ستسهم إذا ما تحقق لها النجاح في توفير بيئة مواتية للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع، بحسب المبعوث الأممي إلى اليمن "هانس غروندبيرغ".
حيث قال السويدي "هانس غروندبيرغ" إن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ، وافق عليها الأطراف اليمنية على وقف جميع العمليات العسكرية داخل اليمن وعبر الحدود، وتشغيل رحلات تجارية لوجهات محددة سلفا من وإلى مطار صنعاء، وفتح المنافذ المغلقة في تعز واطلاق كافة الأسرى.
و جاء في البند الثاني من إعلان الهدنة "دخول 18 سفينة من سفن المشتقات النفطية خلال شهري الهدنة الى موانئ الحديدة، وهذه النقطة كانت محل خلاف في كل الاتفاقات السابقة بين الحكومة والحوثيين، الذين تعنتوا في كل مرة بشأن عائدات الميناء بحسب مراقبين.
بين التفاؤل والتعنّت
ورغم التفاؤل بنجاح الهدنة إلا أن هناك توجّس من مدى مصداقية مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، التي اعتادت منذ 8 سنوات الحرب على تعطيل كل قنوات الحوار ونقض كل الاتفاقيات مع الحكومة الشرعية، واستمرارها في التصعيد المسلح والزج بعناصرها لاسقاط مأرب الغنية بالنفط، ورفضها عدم المشاركة في مشاورات الرياض.
حيث أفادت مصادر رسمية وإعلامية أن مليشيا الحوثي خرقت الهدنة بعد ساعات من سريانها في محافظات تعز ومأرب والحديدة وحجة، الأمر الذي يهدد استمرار بقاء الهدنة بحسب ماتم الاتفاق عليه.
ويرى محللون أن الهدنة لا تؤسس لعملية سلام، لكون الحوثيين لا يؤمنون بالسلام واعتيادهم نكث العهود والمواثيق.
من جانبها دعت الحكومة اليمنية، الأحد، المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، إلى وضع إطار زمني لتنفيذ الالتزامات المترتبة على مبادرة الهُدنة الإنسانية والعسكرية التي اقترحها المبعوث الأممي، مُذّكراّ بسجل المليشيا الحافل بالتنصل من الاتفاقات.
ترحيب دولي واقليمي
حظيت الهدنة المعلنة بترحيب دولي واسع خصوصاً بعد ترحيب طرفي الصراع اليمني فيها.
حيث عبّرت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)،السبت ، عن ترحيبها بإعلان المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ عن هدنة لمدة شهرين.
وأضافت البعثة عبر حسابها على تويتر أنها تأمل في "أن تسمح روح رمضان للأطراف بالبناء على هذا التقدم لتحقيق السلام المستدام في اليمن".
فيما رحب كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وبريطانيا والولايات المتحدة، وتركيا وإيران وعمان، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف.
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالهدنة الإنسانية التي وافقت الأطراف اليمنية عليها وتدخل حيز التنفيذ.
وحيا الاتحاد الأوربي في بيان مقتضب قبول الأطراف بالهدنة والإجراءات المصاحبة لها، بما في ذلك دخول شحنات الوقود إلى موانئ الحديدة والرحلات التجارية من وإلى صنعاء والمفاوضات لفتح طرق في تعز والمحافظات الأخرى.الأطراف
عوامل نجاح الهدنة
يرى مسؤولون وسياسيون أنّ صمود الهدنة ونجاحها مرهون بوقف إطلاق النار وإيقاف التصعيد العسكري والتحشيد.
وقال رئيس الحكومة معين عبدالملك أثناء لقائه بسفير المملكة المتحدة لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم، بحسب وكالة "سبأ" الرسمية إن «صمود وقف إطلاق النار يشكل العامل الرئيسي لاستمرارية الهدنة وفتح فرصة جديدة لمسار السلام، وكذلك ضرورة رفع الحصار على مدينة تعز المحاصرة من قبل مليشيا الحوثي منذ سبع سنوات».
إضافة إلى نجاح المشاورات اليمنية اليمنية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يمثل واحدا من عوامل نجاح الهدنة.
وأكد المبعوث الأممي أن "نجاح هذه المبادرة يعتمد على التزام الأطراف المتحاربة المستمر بتنفيذ اتفاق الهدنة بما يتضمن الإجراءات الإنسانية المصاحبة".
ظروف مواتية
أوردت وكالات "فرنس برس" عن محللين أن الظروف تختلف هذه المرة داخل اليمن وخارجه، ولأن الحوثيين يشعرون بأنهم لن يستطيعوا التقدم داخليا بسهولة بعد معارك شبوة ومأرب وخسائرهم المادية.
ونقلت "فرنس برنس" ما قاله الباحث احمد ناجي إن الحوثيين فشلوا باستكمال السيطرة على كامل الشمال اليمني.
إضافة إلى استيعاب الهدنة شروط الحوثيين، حيث بنود اتفاق الهدنة تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، والسماح برحلتين جويتين من والى مطار صنعاء كل أسبوع. ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء منذ العام 2014، في ظل سيطرة التحالف على الأجواء اليمنية.
ومن ناحية أخرى مثلت الضربات الحوثية المكثفة على السعودية والإمارات تهديداً لمخزون الطاقة العالمي، في وقت يتطلب من السعودية التعزيز من قيمة إمدادات الطاقة لديها في ظل أزمة الطاقة العالمية والغذاء الناجمة عن الحرب الأوكرانية الروسية.