كشف تقرير حديث عن انتهاكات واسعة تعرض لها مئات المختطفين في سجن الأمن السياسي في محافظة إب (جهاز المخابرات)، أحد أسوأ السجون التي تُديرها مليشيا الحوثي في اليمن.
وقال التقرير الذي نشره "يمن شباب نت" اليوم الأربعاء، وأورد فيه إحصاءات عن أعداد المختطفين وضحايا التعذيب، أن مليشيا الحوثي الإرهابية تستخدم في هذا السجن صنوف التعذيب المُفضي إلى الموت، كأحد وسائل عمليات التصفية التي تُشرف عليه فرق إجرامية تتصل مباشرة بزعيم المليشيا عبد الملك الحوثي، بقيادة القيادي الحوثي "أبو هاشم الضحياني"، مدير السجن حاليا، الذي تربطه به علاقة قرابة.
ومنذ سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية على محافظة إب، وسط البلاد، في أكتوبر/ تشرين الثاني 2014، وحتى الآن نزل في السجن 3700 مختطف من مختلف الفئات، خرج غالبيتهم، بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، فيما خرج بعضاً منهم في عمليات تبادل، إما رسمية أو خاصة وفق تقارير منظمة رصد للحقوق والحريات.
وكشف التقرير عن وفاة 18 مختطفاً تحت التعذيب في سجن الأمن السياسي بالمحافظة منذ الانقلاب (بعضهم توفوا عقب خروجهم من السجن بأيام متأثرين بالتعذيب)، فيما عدت حالات التعذيب بالمئات.
ويوجد في بدروم السجن الواقع في منتصف المجمع إلى الغرب، سجن تعذيب خاص يعرف بـ "الضغاطة" بعمق يصل إلى 12متر تحت الأرض، وهو على شكل حدوة الفرس، ويضم تسع غرف (زنزانات)، وحمام، كما يوجد به ونش معلق بالوسط يستخدم للتعذيب، وهو كان بالأصل خزان مياه بناه الأتراك قبل أن يتم بناء غرف فوقه للمستلمين والحراسة، وفتحت فيه أربع منافذ تهوية تغلق بين الحين والآخر أثناء عمليات التعذيب ليصعب على من بداخلها التنفس فيها، حسب التقرير.
وأورد التقرير معلومات عن غرف التحقيق الُمعدة بكل الوسائل التعذيب بينها وسائل حديثة إلى جانب الوسائل القديمة المعروفة مثل الكراسي الكهربائية والصعق بالتيار الكهربائي، والمقصات المختلفة، والأسياخ الحادة، وأخشاب بأحجام مختلفة، وآلات نشر الخشب، ورافعات تعذيب، وكذلك بعض الاسلاك المختلفة، إضافة إلى بعض الآلات التي تصدر أصوات من أجل إرهاب وإرعاب السجناء، ومن ضمن وسائل الترهيب النفسي يتحدث المحققون في بعض الأحيان عن غرفة خاصة بها حيوانات وزواحف سامة مثل الثعابين والعقارب.
واستمع التقرير لشهادات اثنين من الناجين من التعذيب كشفوا في عن معلومات صادمة عن حجم التعذيب الذي تعرضوا له طوال بقائهم في السجن سيء الصيت.
ويتهم المختطفون قادة في مليشيات الحوثي المتمردة المسؤولية عن جرائم الاختطاف والإخفاء والتعذيب، على رأسهم مدير السجن الحالي (أبو هاشم الضحياني)، والمدير السابق عادل عنتر، وقيادات أخرى بينهم المدعو "أبو حمزة" والمدعو "أبو عادل السوادي"، وغيرهم ممن كانوا يديرون الملف الأمني مثل المدعو "أبو كاظم"، ومدير أمن المحافظة الأسبق محمد عبد الجليل الشامي، والقيادي في الجماعة فضل المطاع، كما يتهمون المتعاونين معهم من قيادات السلطة المحلية في المحافظة.