خاص
حققت قوات الجيش وألوية العمالقة والمقاومة الشعبية انتصارات كبيرة ضد مليشيا الحوثي الإيرانية في مختلف جبهات القتال جنوبي وغرب محافظة مارب، بإسناد مباشر من طيران تحالف دعم الشرعية.
وقال مصدر عسكري للمركز الإعلامي للقوات المسلحة، إن وحدات من قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية شنّت صباح الجمعة هجوماً مباغتاً تمكنت خلاله من تحرير مواقع استراتيجية في الجبهة الشمالية الغربية لمارب، مؤكداً سقوط العشرات من عناصر مليشيا الحوثي بين قتيل وجريح، فيما ألقي القبض على عدد من العناصر الحوثية.
وفي جبهة حريب، حققت ألوية العمالقة تقدماً جديداً في عدّة محاور، وأصبحت على مقربة من الإلتحام بقوات الجيش والمقاومة الشعبية في جبهة ملعا، وسط تخبط وانهيار في صفوف مليشيا الحوثي الإيرانية.
وفي الجبهة الجنوبية، شنّت قوات الجيش والمقاومة هجوماً واسعاً تمكنت خلاله من تحرير مناطق واسعة باتجاه عقبة ملعا مارب، موضحاً أن مسافة التقدم الذي حققه أبطال الجيش والمقاومة تزيد عن 10 كم.
وبالتزامن مع المعارك شن طيران التحالف سلسلة غارات استهدفت تحصينات وتجمعات وتعزيزات للمليشيا الإيرانية في مواقع متفرقة جنوب مارب، وألحق بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وأكد المصدر أن المعارك في الجبهة الجنوبية، التي ما تزال مستمرة حتى الآن، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية لا تحصى في صفوف مليشيا إيران، مؤكداً أن عشرات الجثث الحوثية ما تزال متناثرة في الصحاري، البعض منها تركتها المليشيا منذ أيام.
مأرب أيقونة الانتصار
تعتبر جبهة مأرب أكثر الجبهات المقاومة للحوثيين، رغم الحملة الكبيرة التي شنتها المليشيات للاستيلاء على المحافظة، فقد قاومت مأرب هذه المليشيات حتى قبل تدخل التحالف وكانت الجبهة الوحيدة الصامدة رغم وصول الحوثيين إلى عدن وإلى كافة المحافظات.
قاومت مأرب السقوط وهي المحافظة الغنية بالثروات، وإحدى المناطق الرئيسية المنتجة للطاقة في اليمن، وآخر معاقل الحكومة اليمنية في المحافظات الشمالية، التي يعتبر الحوثيون أن السيطرة عليها يعني إطباق الخناق على كل الشمال، خصوصاً وأنهم يعتبرون مأرب خطر يهدد وجودهم كونها آخر معقل عسكري متماسك يتبع الحكومة الشرعية، كما أن السيطرة عليها بالكامل، من شأنه تعزيز موقفهم التفاوضي في أي محادثات سلام مستقبلية.
وفي تصريحات متكررة للقيادات الحوثية خلال الشهرين الماضيين أعلنوا فيها تقدم مقاتلي الحوثي إلى مدينة مأرب، وحدد البعض منهم ساعات لالتهام المدينة..
كما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالعويل على سقوط هذه المحافظة الذين اعتبروا سقوطها مسألة وقت فقط..
إلى جانب تحليلات لكبار المحللين الدوليين، الذين اعتبروا أن من المرجح أن يؤدي تقدم الحوثيين في مأرب إلى زيادة جرأة طهران، ومنهم "بيتر سالزبري" كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية الذي قال "من وجهة نظر إيرانية، يبدو أن حلفاءهم الحوثيين في اليمن قريبون جداً من الانتصار في الحرب في الشمال، إن لم يكن في البلد بأكمله. من الصعب جداً فهم سبب أن يشعر الحوثيون بأن هذه هي اللحظة المناسبة للتوقف".
لكن مأرب فاجأت الجميع بأنها عصية على المليشيات وعلى كل المشاريع الرجعية والكهنوتية.
مأرب محرقة كبيرة
بقدر الضربات العنيفة التي تلقتها جبهات مأرب من قبل المليشيات، إلا انها صمدت امام كل المحاولات الإيرانية، واستطاعت كسر مخلب ايران في اليمن، والتهمت خلال نصف عام جميع أنساق الحوثي التي قادها الهالك "حسن إيرلو" حاكم طهران في صنعاء.
وبحسب تحالف دعم الشرعية فقد أدت الغارات الجوية في الشهرين الأخيرين إلى مضاعفة خسائر الميليشيات الحوثية في مختلف الجبهات المحيطة بمأرب وفي محافظتي الجوف وشبوة، وسط تقديرات بأن الميليشيات خسرت خلال الأسابيع الثمانية الماضية نحو 8 آلاف عنصر ليرتفع أعداد قتلاها إلى نحو 30 ألف مسلح منذ فبراير (شباط) 2021.
انتصارات شبوة رافد لانتصارات مأرب
شكلت الانتصارات التي حققها الجيش وألوية العمالقة واسناد طيران التحالف العربي في مديريات (بيحان – عسيلان – عين) غربي محافظة شبوة، والبالغة مساحتهن (4672) كلم مربع عاملاً مهماً في فك الخناق المطبق على جبهات مأرب المختلفة.
واستطاعت القوات الحكومية تنفيذ عمليات هجومية استمرت عشرة أيام متواصلة استخدمت فيها التكتيكات العسكرية المختلفة، من هجوم مباغت والالتفاف والتطويق والمفاجأة والمناورة، وحققت القوات التقدمات النوعية والمكاسب على الأرض وتأمين المديريات بالسيطرة على الهيئات الحاكمة ومفترقات الطرق، باسناد ضربات التحالف المركزة.
هذه الانتصارات النوعية المتتالية أعادت الروح المعنوية للجيش الوطني، ولليمن بأكمله، ومن المعول أن تستمر هذه الانتصارات خصوصاً في جبهات مأرب العريقة، التي كبدت المليشيات خسائر فادحة في الأرواح والمعدات بصمودها وبسالتها.
والخميس الماضي أكد الناطق باسم الجيش الوطني العميد عبده مجلي، تدمير 80% من إجمالي أسلحة ومعدات ميليشيات الحوثي في محافظة مأرب بالمدفعية والطيران.
البيضاء تتحرر
شكل سقوط محافظة البيضاء بيد مليشيات الحوثي قبل أشهر ضغطاً على جبهات مأرب المختلفة ومدخلاً لاختراق مديريات غربي شبوة، لكن الصمود القوي لجبهات مأرب المختلفة في الغرب والجنوب حالت دون تحقيق أهداف طهران بالسيطرة على مأرب الغنية بالنفط، والاستفادة منها في التفاوض كورقة ضغط على الحكومة الشرعية.
قال ناطق الجيش العميد مجلي، إن قوات الجيش وألوية العمالقة واصلت عملياتها الهجومية المباغتة وبإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية وحققت القوات التقدم نحو محافظة البيضاء، وتم تحرير عزلة مسور آل دباش، وعزلة اللخف، والساحة، المركز الإداري لمديرية نعمان، وتم تكبيد المليشيا الحوثية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، فيما لاذت عناصرها بالفرار إلى عقبة القنذع، حيث يتم استهدافها من قبل الطيران والمدفعية.
كما أكد إنه سيتم قريبا تحرير محافظة البيضاء ذات الأهمية الاستراتيجية التي تتوسط ثمان محافظات يمنية محررة، هي مأرب، شبوة، أبين، لحج، والضالع، وثلاث غير محررة هي صنعاء، ذمار، وإب.
مأرب بوابة لانتصار اليمن الكبير
أجرى أمس الجمعة نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح، اتصالاً هاتفياً بمحافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة لمتابعة سير العمليات القتالية والأوضاع في المحافظة.
واستمع نائب رئيس الجمهورية، خلال الاتصال، إلى تقرير موجز عن مستجدات الوضع الميداني والانجازات التي يحققها أبطال الجيش والمقاومة وألوية العمالقة بمساندة الأشقاء في تحالف دعم الشرعية، بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها السلطة المحلية في سبيل توفير الخدمات وتلبية متطلبات المواطنين والنازحين في المحافظة.
وأشار نائب الرئيس، خلال الاتصال، إلى صمود واستبسال أبناء مأرب ورجالها الأشاوس الذين وقفوا في طليعة القوى الوطنية المتصدية للمشروع الإيراني وأذنابه، مؤكداً بأن صمود وثبات مأرب وقبائلها وتضحيات وبسالة الجيش الوطني والمقاومة ستكون جميعها بوابةً للنصر على المشروع الحوثي الإيراني، واستعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها الدستورية.
وأشاد نائب الرئيس، بالانتصارات التي يحققها الأبطال من قوات الجيش والمقاومة الشعبية وألوية العمالقة وأبناء القبائل في مختلف جبهات وميادين الحرية والكرامة ضد المليشيات الحوثية الإيرانية بمحافظتي شبوة ومأرب.
من جانبه أكد وزير الاعلام والثقافة والسياحة معمر الارياني أن مديريات محافظة مارب وكل شبر من تراب الوطن على موعد مع النصر والتحرير بتكاتف كل أبناءه الشرفاء.
وقال:" مليشيا الحوثي ومشروعها الظلامي المستورد من إيران إلى زوال".
واعلن تحالف دعم الشرعية الاسبوع الماضي عملية عسكرية ثالثة باسم " حرية اليمن السعيد" لتطهير اليمن من أذناب إيران في كل الجبهات المختلفة، وستشهد الأيام القادمة انتصارات في كل جبهات اليمن.