خاص
كشفت الأحداث والحرب الدائرة التي شنها الحوثييون في اليمن،منذ 8 سنوات، عن تورط إيران في دعم جماعة الحوثي ضد الدولة، وضد دول الجوار، وتقديم الدعم اللوجستي وقيادة العمل العسكري؛ لاسقاط المدن اليمنية وقتل الشعب اليمني.
يعزو كثيرون التدخل الإيراني المباشر في الحرب على اليمنيين الى الرغبة في السيطرة على منابع النفط والموانئ اليمنية المطلة على البحر الأحمر وبحر العرب، وزراعة مخلب إيراني في خاصرة السعودية، بهدف استكمال طموح المشروع التوسعي الفارسي في الجزيرة العربية.
العالم يتفرج وسلاح "إيران" يقتل اليمنيين
أكدت التقارير الدولية ضلوع إيران بشكل علني بتزويد ذراعها الحوثي بالأسلحة المتطورة، لممارسة الإرهاب في اليمن والاقليم واستهداف الملاحة البحرية، لتشكل خطراً ليس في اليمن فحسب بل اقليمياً وعالمياً.
ففي 20 ديسمبر الجاري أعلنت القيادة في حسابها على "تويتر" ضبط أسلحة على مركب صيد "إيراني المنشأ" عبارة عن "حوالي 1400 بندقية هجومية من طراز AK-47 و 226600 طلقة ذخيرة، في بحر العرب كانت في طريقها للحوثي.
وفي 7 ديسمبر/ كانون أول 2021، أعلنت وزارة العدل الأمريكية، عن مصادرة ناجحة لدفعتين كبيرتين للأسلحة الإيرانية، بما في ذلك 171 صاروخ أرض جو وثمانية صواريخ مضادة للدبابات كانت في طريقها للحوثيين، بالإضافة إلى ما يقرب من 1.1 مليون برميل من المنتجات البترولية الإيرانية.
وأشارت تقارير أممية إلى أن الحوثيين استخدموا صواريخ باليستية وطائرات مسيرة "إيرانية" في القصف على المدنيين بمأرب خلفت آلاف القتلى والجرحى بينهم أطفال ونساء، وشردت آلاف العائلات من المخيمات، واستهدفت البنية التحتية والخدمية.
وفي احصائية رسمية فإن المليشيات أطلقت 300 صاروخ باليستي على مأرب ، قتلت 700 مدني منذ بدء الحرب.
وأشار ناطق التحالف تركي المالكي، الأحد الماضي، في مؤتمر صحفي، إلى أن الحوثيين أطلقوا في اتجاه السعودية 430 صاروخا باليستيا و851 طائرة مسيرة مفخخة منذ بداية الحرب".
ضوء دولي لـ"إيران" بانتهاك السيادة اليمنية.
لم يعد الأمر خافياً أمام أنظار المجتمع الدولي والاقليمي عن طموح إيران السياسي والعسكري في اليمن والخليج، فقد اعلنت طهران عن نيتها في تعيين سفيراً جديدا لها في صنعاء خلفاً لمندوبها السابق حسن إيرلو الذي قتل وهو يقود المعارك ضد مأرب، في تحدٍ صارخ للسيادة اليمنية والاتفاقيات الدولية بالشأن الدبلوماسي، والعلاقات الدولية.
تدخل المنظمات الدولية لمنع تحرير ميناء الحديدة بذريعة "المدنيين"، أعطى الضوء الأخضر لاستمرار إيران في تهريب الأسلحة للحوثيين عبر الميناء، كمنفذ رئيسي لاستهداف اليمن والسعودية، ما أدى إلى كوارث إنسانية.
على حسابه في "تويتر" يتساءل الأمير السعودي سطام بن خالد "أين تلك الدول والمنظمات التي طالبت بعدم تحرير ميناء الحديدة بذريعة المدنيين؟" عقب المقاطع التي نشرها ناطق التحالف، مؤكدا عن استخدام إيران للميناء في تهريب الأسلحة وممارسة الارهاب على السعودية واليمن.
واتهم الأمير السعودي لبنان في توفير الغطاء السياسي لعناصر حزب الله، للمساس بالأمن الخليجي، مشيراً إلى أن الحوثي أداة لتنفيذ اجندات إيران دون بعد وطني.
وأظهرت لقطات فيديو نشره التحالف امس الأول الأحد، أحد خبراء حزب الله اللبناني، متحدثا لقيادات حوثية عن أهمية مدينة الحديدة لضمان وصول الدعم للمسلحين، مشيداً بانقاذ الأمم المتحدة للحوثيين بمنع سقوط الميناء من أيديهم.
ويُسمع في الفيديو وهو يقول: "إذا خسرنا البحر، ما راح يصل (لن يصل) الدعم ولا المجاهدين"
مضيفاً: «مشروعنا أكبر؛ وهو ضرورة سيطرتنا على البحر الأحمر وسواحله».
(المعركة في اليمن إيرانية بأداة حوثية)
تكتسب المعركة في اليمن خطورتها محليا واقليميا ودولياً من إدارة إيران لأحداثها من ناحية، ومن ناحية خطورة الاستخدام لمليشيا الحوثي المسلحة والمتعصبة لأفكار سلالية متطرفة، كأدوات تنفيذ لمخططات إرهابية تمزق النسيج اليمني، وتهدد مجتمع الإقليم بمشاريع الموت والعنف.
يقول وزير الاعلام معمر الإرياني"ما يحدث في اليمن عدوان إيراني، وأن طهران ومليشيا حزب الله اللبناني هي من تملك القرار السياسي والعسكري وأن مليشيا الحوثي مجرد أداة قذرة للعدوان الذي يستهدف اليمن بل والمنطقة برمتها.
ويعترف المسؤول الإيراني رضا قاسميان نائب محافظ أردبيل أن المليشيات المسلحة التي أنشأتها إيران في لبنان وسوريا و اليمن أصبحت تمنع الأعداء من الهجوم المباشر على إيران.
الكاتب والباحث يحي الأحمدي، يشير في تغريدة له على حسابه في "تويتر" إلى عبودية جماعة الحوثي للمشروع الإيراني ومرتزقته، وأن اليمنيين مدركين منذ وقت مبكر أن الحوثي مجرد ذيل لمشروع إيراني يسعى لابتلاع المنطقة.
الجيش اليمني يكسر ذراع المشروع التوسعي في منطقة الخليج.
تكتسب التضحيات التي يجترحها الجيش الوطني في جبهات الوطن المختلفة أهميتها من أهمية المشروع الوطني الجمهوري، والمشروع العروبي في المنطقة، الذي يتعرض لمحاولة تدمير إيراني وتنفيذ أجندات المشروع الفارسي التوسعي في منطقة الخليج والجزيرة العربية، عبر أدواته المزروعة في خاصرة السعودية وقلب اليمن.
وفي سياق متصل توقع العميد فواز كاسب أن تشهد الفترة المقبلة عمليات عسكرية بحرية مشتركة بين الجيش الوطني اليمني بإسناد التحالف لتحرير ميناء الحديدة؛ الأمر الذي سيقطع استمرار التهريب عبر الميناء بشكل كامل، على حد تعبيره.
مسؤولية المجتمع الدولي
يحمل السياسي اليمني فارس البيل في مقابلة أجرتها "الشرق الأوسط" المجتمع الدولي المسؤولية المضاعفة في ضرورة انقاذ اليمن بجدية، واتخاذ تدابير حقيقية للوصول إلى السلام الحقيقي، ومغادرة الغموض والحياد السلبي واللعب بأوراق المشكلة اليمنية على طاولة المصالح الذاتية، بعد الأدلة التي كشفها التحالف أخيراً.
وبعد الأدلة التي كشفت دور إيران وحزب الله اللبناني في الحرب على اليمن، هل سيتغير الموقف الدولي، وهل سنشهد توجه لتحالف دعم الشرعية بتحييد ميناء الحديدة عن تهريب السلاح الإيراني والخبراء للحوثيين، ليتوقف نزيف الدم اليمني.