هل فازت "حيات" أم فاز العمل التطوعي؟
لم يكن خبر فوز الناشطة اليمنية "حياة الذبحاني" في قصتها الأكثر إلهاماً على مستوى الوطن العربي، خبراً عادياً يخص الناشطة نفسها، بقدر ما هو انجازاً كبيراً في سجل العمل المجتمعي في محافظة تعز واليمن عموماً.
الفوز المستحق الذي أعلنه مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الانسان، للذبحاني، لقصتها الملهمة " صنعتي في يدي" يعيد الاعتبار للدور التطوعي، الذي ينشط حراكه في محافظة تعز، تلبية لحاجات المجتمع التنموية، وظروف الناس المعيشية جراء الحرب والحصار لمدة 8 سنوات.
"صنعتي في يدي" واحدة من القصص المُلهمة التي ولدت من رحم المعاناة، جاءت لتلبي حاجات المجتمع، وتسهم في خلق فرص عمل جديدة، تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي للأسر، في ظل ضعف المنظمات المحلية عن تحقيق الدور التنموي القائم على العمل التطوعي، وضعف دور الدولة في تحقيق ذلك.
اعلان الجزيرة يوم أمس عن فوز قصة "صنعتي في يدي" يؤكد ثقافة الدور التطوعي المتقدم في محافظة تعز، يكتسب أهميته من الجهود التي يبذلها بعض المؤسسات والناشطين في هذا المجال، المساهمين في تحويل المجتمع من مرحلة التواكل والاعتماد على الآخرين وانتظار ما تقدمه المنظمات من مساعدات، الى مجتمع مبادر وغير متواكل.
فهذا الاستحقاق لأول سيدة يمنية في هذا المجال فرصة لتطوير أداء العمل التطوعي، وتبني برامج شراكة فاعلة بين منظمات المجتمع المدني، توّحد الجهود وتسهم في ردم الفجوات التنموية، التي عجزت الدولة عن تغطيتها والحفاظ عليها، وفق خطط قصيرة ومتوسطة المدى تحسّن الخدمات الأساسية.