من أهم نقاط الضعف التي يستخدمها العدو لتمزيق قوة خصمه، الاستفادة من ثقافة خلق المبررات التي تسود في أي مجتمع يتعرض للتدمير والتفكيك.
وحتى لا يتوحد الشعب اليمني حول واحدية هدفه في مواجهة عدوه الأساسي (مليشيا الحوثي)، فيسهل الانتصار عليه في وقت قياسي وبأقصر التكاليف؛ تسابق المخذلون من داخل المجتمع إلى خلق المبررات التي تخدم العدو وتسهل مهمته، بحجة النقد الذاتي وقول الحقيقة.
غالباً ما يكون الدوافع لأهل التبرير هو المناكفة والكيد السياسي، وحين غاب الاحساس بأهمية المشروع الوطني لدى البعض لذات الدوافع نشأت العصبية لداء "التبرير"، والغريب أنها تعدّت عن كونها ثقافة إلى مصدر للتكسب على حساب التضحيات الوطنية، وتحولت الى خصومة داخلية لها اتباع ومناصرون.
أسقط الحوثي صنعاء بتسهيل من "صالح"، فانبرى المبررون للقول بأنّ هدفه جامعة ومعسكر، تمدد في المحافظات ووصل جنوب الوطن فبرروا له بشماعة "الاصلاح"، حاصر تعز من كل اتجاهاتها فأطلق المبررون: سيطرة فصيل معين على تعز حرمها من دعم التحالف.
أنشأت "الإمارات" جيش قوامه 90 ألف جندي يوازي جيش الدولة، لا يتلقى أوامره من وزارة الدفاع اليمنية، أضعف دور الجيش الوطني، التمس المبررون له ألف عذر وشائعة.
خلقت "الإمارات" كيانات موازية للدولة في الحديدة ومحافظات الجنوب، أضعف دور الدولة في مواجهة العدو الأساسي، سارع المبررون لشرعنة ذلك.
احتلت "الامارات" جزيرتي "سقطرى" و "ميون" و "ميناء بلحاف لتصدير الغاز"، وضربت قوات الجيش بالطيران وقتلت 300 جندي، ولديها سجون سرية...وغيرها من الانتهاكات، يتم التغطية على ذلك بالمبررات.
سلمت القوى المدعومة إماراتيا في جنوب الحديدة 100 كم مجاناً للحوثي، قال المبررون: مثلما تم الانسحاب من نهم، مع أن كلا الانسحابين خطأ لصالح العدو الحوثي، والأصل التباهي بالتقدمات لا بالانكسارات.
يقصف الحوثي محافظة مأرب بالصواريخ الباليستية، ويدفع بمئات الانساق البشرية والعسكرية من أطفال وأبناء القبائل وطلاب المدارس إلى محارق الموت، غير مبال بأي واد هلكوا، فيبادر المبررون إلى بث الشائعات المناصرة للحوثي، بهدف تثبيط العزائم، وعدم ابراز صمود الجيش ورجال المقاومة، واشاعة التبرير بأن الجيش في مأرب وهمي.
يكتمل العام وأبطال الجيش الوطني المرابطون في الجبهات دون مرتبات فيخرج المبررون ( الآمنون في منازلهم) من خلف مواقع التواصل الاجتماعي بالقول: وماذا صنع الجيش، فيلصقون بهم كل شتيمة، وينسبون لهم كل نقيصة.
ينهار الوضع المعيشي والاقتصادي، وتنهار العملة الوطنية، وتعجز الحكومة عن انقاذ الريال، والقضية واضحة للعيان كالشمس، بوقوف التحالف وراء هذه الكارثة، وما زالت المبررات تشرعن لهم قتل ملايين اليمنيين بالتجويع والتركيع.
خلاصة الأمر: نجح الحوثي في استثمار "ثقافة التبرير" في صفوف خصومه، ساعده على ذلك نجاح "الإمارات" بتحويلها من مجرد ثقافة إلى واقع ملموس له انصاره ومؤسساته، هدفها تحويل البيئة الحاضنة للمشروع النضالي والوطني الى بيئة رخوة يسهل استهدافها والنيل منها، خدمة للعدو الاساسي لليمن مليشيا الحوثي بالمجان.