جمعة الحزن في تعز
اعتادت ساحة الحرية منذ جمعة البداية، أن يطلّ عليها "ضياء" خطيباً أو مقدماً بين يدي الخطبة بموجهات ثورية وعبارات النضال.
في جمعة اليوم ملأ الحزن المكان ، وخيّم في قلوب الحاضرين ألم الفقد ، بغياب أيقونة الحرية، وصانع إيقاع الفعل الثوري ، وراسم خطوط المسار النضالي، وحامل لواء السلمية والمدنية "ضياء"
غـُيّبَ "ضياء الحق" عن حضور الجمعة؛ لكن لم يغب الحق الذي حمله وعلّمه، بل حضر "ضياء الحق" بِقِيَمه النضالية وأخلاقة الثورية،
عاش الأحرار جمعتهم الحزينة بإيقاع ثائرهم الأول، أرسلت حنايا أفئدتهم ذبذبات "ضيائـ"ــهم المختزلة في وجدان الحرية وضمير الكرامة، فعاشوا أجواء الثورة ورسائلها العظيمة، منذ جمعة البداية، والدموع تشعل حماس اللقاء لـ "ضياء" ازداد شعاعه، واتّقدتْ شعلته الوضاءة...
"جمعة الحزن" لا "جمعة النهاية" لأن الفعل الثوري مشروع تتغير أدواته وشخوصه ورموزه ، وما زرعه ضياء في القلوب منذ "جمعة البداية" يجب أن يؤتى ثماره، فـ"تعز" قدمت منذ 2011م وحتى اليوم أنهاراً زكية من الدماء ،وعدد يقترب من 10.000 شهيد وآلاف الجرحى والمخفيين والأسرى في زنازين المليشيا الحوثية، في محراب الوطن ودرب الحرية، وما زالت تناضل لاستعادة الجمهورية.
رحم الله الشهيد ضياء الحق، ورحم الله كل شهداء الوطن.
فإن سقطتُ وكفي رافع علمي
سيكتب الناسُ فوق القبر لم يمتِ