الجند بوست | كتابات
ضياء تعز...لن تغتالك الرصاص.
لكونهم لا يعتمدون على رؤية ما حولهم مشاهدة ؛ بل اعتمدوا على التنصت لصدى ما يأتيهم من ذبذبات مهتزة يترجمها جهاز (السونار) لديهم فيتجنبوا الارتطام؛ ظنّ خفافيشُ الظلام الذين يؤذيهم ضياء النهار أنه باستطاعتهم وأد النور الذي يشع في كل الأنحاء والدروب والأزقة، وتوهموا أنهم سيحيلون الضياء ظلاما؛ ليعيشوا وحدهم في أعماق الليل البهيم والأحراش المظلمة.
ضياء الحق... الاسم اللامع نجمه في سماء الوطنية بكل بساطة ، والذائع صيته في فضاء الحرية والثورة والنضال بدون ضجيج ، انبرى صوته الصداح بالشموخ في ساحات الحرية بالقول:
وللحريةِ الحمراء بابٌ
مضرجة بكل يدٍ تدقُّ
بهذا الطريق يصنع الشرفاء مجدهم، ويختار أعداء الكرامة وسيلتهم، وعندما يبلغ الوهج الذروة، يضيق المختنقون بنسائم الوطن؛ فيقرروا اغتيال الحُلم.
القاتل الحقيقي يدرك أنّ ضياء تعز...ضياء "المشروع" لن يُغتال برصاصات الغدر ، مهما نفذ القاتل (الكومبارس) مهمته، لكنه يسعى لكسر الصمود والإباء في تعز من الداخل، بخلط الأوراق.
تأتي عملية اغتيال تعز الضياء ردا لثباتها، وانحيازها للصف الوطني، وتمزيق نسيجها الذي لم تغيره الأحداث، وبعثرت لبنيانها المرصوص الذي لم ينكسر أمام الحصار.
ورقة الاغتيالات في حق الوطن ورموزه قديمة جديدة، المتغير فيها دلالة التوقيت ونوعية الضحية، ولحظات شعور القاتل بالحصار والاختناق من نجاح المشروع الوطني.
ضياء الحق...اهتزت تعز والوطن بحادثة غتيالك، سيُحنُّ جذع التوافق والشراكة لفراقك، سيبكيك كل من عاش ولو للحظة معك واستمعك لدررك ورأى سمتك وأدبك الجم،وأخلاقك الراقية، وسيتألم لفاجعتك كل شركائك، سيفتقدك العمل السياسي والوطني والإنساني والاجتماعي.
نودعك يا ضياء الوطن وقد نلت ما لم ينله غيرك من حملات التشهير والتخوين الإعلامية، ومع كل كلمة وفي كل حملة ترد باتسامتك العريضة، وبريق عينيك الذاهبة في الأفق البعيد والمستقبل القائم على الشراكة والتقارب ونبذ الخلاف...
اغتالوك شخصاً وسيبقى القلم فوق صدرك المضرج بالدم القاني حبراً لكل حروف النضال الذي خطيت بأنامل المدنية والثقافة سلاحك، وسيبقى حلمك في مشروع بناء الدولة المدنية مشروعاً لكل وطني غيور ، ولكل حر شريف.
عزاؤنا فيك أنك استشهدت في طريق الحرية ومحراب الوطن، وتضرجت بدمائك الزكية بآياد عدو لوطنه وأمته.