ماإن استبشر اليمنييون خيراً بعودة الحكومة بعد تشكيلها تنفيذاً لاتفاقية الرياض، وهللوا بتواجدها بالعاصمة المؤقتة (عدن)، مع بقاء الشق الأمني والعسكري معلقاً؛ الا أنّ ما يؤسف له هو استمرار المعوقات والعراقيل المقيدة لجهود الحكومة والرئاسة، والمتمثلة بالدفع الإماراتي الواضح - للأسف الشديد - في نسف أي اتفاق يفضي إلى لملمة الشتات اليمني ويوقف انهيار الدولة.
الأمر الذي يجعل من بنود اتفاقية الرياض مجرد حبر على ورق، ويجعل من تشكيل الحكومة أمراً ديكورياً لا أكثر، لامتصاص غضب الشعب اليمني الصاخب من تفاقم الوضع المعيشي والاقتصادي وانهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
ردود أفعال غاضبة جداً في أوساط الشعب اليمني ومكوناته المختلفة، حول تصريحات مستشار بن زايد (عبدالخالق عبدالله) الناقدة لتعيينات الرئيس هادي الأخيرة، والذي يزعم فيها أنّ الرئيس يعرقل عمل الحكومة، وكأنه يوجه الانتقالي الجنوبي لعودة الوضع إلى مربع الصفر، ويحرض المليشيات المسلحة التابعة للانتقالي والممولة إماراتياً لخلط الأوراق أمام الحكومة في عدن، والتحرك في ابقاء مسار الأزمة اليمنية حسب توجه إماراتي لا بحسب اتفاق الرياض وتوافق اليمنيين ورئاسة الجمهورية الأخير.
هذه التصريحات السياسية يدللها عملياً عرقلة الحكومة في تنفيذ الشق الأمني والعسكري، وعدم السماح لألوية الحماية الرئاسية المرابطة بأبين من دخول عدن وحمايتها قصر المعاشيق حسب ما تضمنته بنود اتفاق الرياض ووقع عليها الأطراف في نهاية العام المنصرم، ما ينذر بتعرض الحكومة واعضائها للابتزاز والطرد إن لم يكن الاعتقال كما حدث سابقاً.
ومنها استمرار السيطرة الإماراتية على ميناء بلحاف لتصدير الغاز المسال بشبوة، وايقاف تصدير النفط، والسيطرة على محافظة أرخبيل سقطرى وعدم السماح بعودة المحافظ واستبدال قوة الجيش والأمن بعناصر مليشية تتلقى تمويلها إماراتياً.
ونهمس في أذن محافظ عدن (لملس)، الذي يزور الإمارات حالياً، بأن بصماته الوطنية برزت منذ تعيينه، ونشجعه للاستمرار في أداء مهامه بنجاح كمحافظ لعاصمة الدولة (عدن) عاصمة كل اليمنيين، بما يخدم التوجه العام لبناء الدولة من قبل الحكومة المتواجدة في قصر المعاشيق.
وعليه فإن استمرار وضع العراقيل والمعوقات بأدوات الإمارات، أمام استقرار الوضع وتوجه الحكومة في تطبيع الحياة ينذر بكارثة معيشية واقتصادية، ويعمق حالة الشرخ السياسي في جسد الشرعية المنهك أصلاً، ويعيد مسار اللادولة ويقوي أصحاب المشاريع الصغيرة على حساب الوطن، ومن ناحية أخرى يبعث الطمأنة لدى مليشيا الانقلاب الحوثية المدعومة إيرانياً في الاستمرار بمشروعها الانقلابي السلالي، وتماديها في عودة الإمامة وتجريف الهوية اليمنية، واخضاع أبناء الوطن بقوة السلاح وحصارها الخانق وحربها الشعواء على المدنيين وكل من يرفض مشروعها الإمامي الانقلابي الإرهابي.